ألحب الإسلام دين المحبَّة* هذه محبّة أصليّة، إكرامٌ استثنائيّ من الله، لذلك يجب أن تُطلبَ منهُ هو بذاته ،والخطوة الأولى: للوصول إليها واستحقاقِها هي "التوبة"، والتوبة تعني العودة من طريقٍ خاطئ إلى الصواب، أي إنّ على الإنسان أوّلًا أن يكُفّ يده عن الذنوب التي هي سمومٌ معنويّة، وأن يُنظّف ظاهره وباطنه، وأن يتوجّه إلى الله، ويرجُوَ منه العفو، ويطلب منه العون. فمن الواضح أنّ العبد حين تلبُّسِه بحالٍ قبيحة وسخةٍ، وقيامِه بأعمال مُغضِبةٍ لا يمكن أن يكون لحُبِّه ومحبّتهِ مُقابلٌ، عليه أن يتنظّف ويتزيّن، ويُنظّم نفسه جيِّدًا. الخطوة الثانية: هي التفكّر والتأمل، والنظر فيما حولنا بعبرةٍ، فيجب على الإنسان أن يفكّر في طريقة ومغزى قدومه إلى الحياة، وفي مقصد الحياة وغايتها، وفي الموت وما بعد الموت، وفي ماهية وجوده وعملِه، وفي المخلوقات والأحداث التي حوله، وأن يسعى إلى إدراك الروابط التي بين تلك الأحداث. القرآن يريد منّا ذلك بإصرارٍ؛ لأن عملية التفكير العميق هذه ستحمل العبد إلى مُنشِئ ومُديرِ النظام الفريد الذي في الطبيعة، إلى الخالق العليّ ذي العلم والقدرة اللامتناهيين، ستُعرّفُه به، بل ستجعلُه مُعجباً به. إقرأ المزيد