في عام 1727م الموافق لعام 1140 هجرية، كان قد تحول مسجد رئيس الخياطين بيري آغا إلى مكان خرب مهدم ، فأمرت فاطمة سلطان بنت السلطان أحمد الثالث وزوجة الوزير الأكبر داماد إبراهيم باشا النوشهيري بإنشاء جامع مكانه.
في عام 1859م و بما أن الشيخ أحمد ضياء الدين القمشهانوي كان وكيلاً للطريقة النقشبندية الخالدية، أصبح جامع فاطمة سلطان مركزاً لفرع الطريقة النقشبندية الضيائية. وقبل ذلك فقد اكتسب جامع فاطمة سلطان هوية التكية نتيجة لوضع الشيخ القمشهانوي المشيخة فيه, وقد كان الشيخ مستمراً في التعليم والإرشاد في مدرسة محمود باشا. ومن خلفاء الشيخ الكمشخانوي ، الشيخ حسن حلمي أفندي القسطمونلي، وقد تطوع بمهمة الأذان في هذا الجامع. 9 وقد صار الدراويش يقيمون حلقات الذكر في هذا المسجد بدلا عن المكان الذي كان مخصصا للذكر سابقاً. في عام 1875م أنشأ الشيخ الكمشخانوي بيتاً ومدرسة مؤلفة من ستة عشر غرفة وجعلها وقفاً، وبعد الانتهاء من إنشائها، انتقل الشيخ الكمشخانوي إليها، ويذكر أنه كان يعيش في المبيت الذي يطلق عليه دار المشورة. 10
في عام 1727م الموافق لعام 1140 هجرية، كان قد تحول مسجد رئيس الخياطين بيري آغا إلى مكان خرب مهدم ، فأمرت فاطمة سلطان بنت السلطان أحمد الثالث وزوجة الوزير الأكبر داماد إبراهيم باشا النوشهيري بإنشاء جامع مكانه.
وبالقرب من مسجد بيري آغا، كان الوزير الأكبر داماد إبراهيم باشا ينشئ قصراً، ولكثرة حب فاطمة سلطان لفعل الخير والمعروف أمرت بهدم هذا المسجد المتهالك، وأخذ مساحة من أرض القصر، وإضافتها لأرض المسجد، وإنشاء جامع كبير يحمل إسمها.
لكن هذا البناء لم يصل إلى بومنا هذا، ومكانه مقابل بناء والي اسطنبول، (مقر الصدر الأعظم /الباب العالي) سابقا, في شارع قموشهانلي. 1
كان إفتتاح الجامع في يوم الجمعة الثامن من شهر ربيع الأول 1140 هجري الموافق ل 24 تشرين الأول 1727 م،
وافتتحه السلطان أحمد الثالث والوزير الأكبر إبراهيم باشا.
وأول من وعظ به الشيخ يحيى أفندي. 2
وأشاد شاعر ذلك العصر(نديم) بهذا الجامع، فنظم له قصيدة من أربعة عشر بيتاً، ووضعها في ديوانه، وأُخذ آخر بيت من القصيدة وُنقش على باب الجامع. 3
وقدمت فاطمة سلطان الهدايا لكلٍ من القائمين بالأعمال في الجامع، وهم الشيخ والواعظ وأمين الجامع والكاتب والإمام والمؤذن،
وبالنظر إلى أعداد الأشخاص الذين وُزعت عليهم الهدايا، فهذه إشارة تدل على حجم الهيئة الخدمية لهذا الجامع.
مع عدم وجود معلومات دقيقة عن الشكل والزخرفة الداخلية للمسجد، ولكن الظن أنه كان مزينا ومزخرفاً بشكل جميل بما يناسب الزخرفة والفن المعماري في ذلك العصر . 4
في شهر تشرين الأول من عام 1755 م، أدى الحريق الذي نشب في منطقة هوجاباشي المجاورة للباب العالي إلى تدمير وتخريب المنطقة بما فيها، وقد تضرر جامع فاطمة سلطان ضرراً كبيراً،
ويدل على ذلك العبارة المكتوبة فوق باب الجامع بالخط المعلق (تم ترميم هذا الجامع في 1827- 1828 م الموافق 1243 هجري بأمر من السلطان محمود الثاني).
ومما يدل عليه أيضاً العبارات التالية :
السلطان أحيا جامع فاطمة سلطان
وأعاد لهذا المعبد القديم رونقه
وقلت تاريخه بحروف الجواهر والعزة
السلطان محمود خان أحيا جامع سلطان5
ولنلقي نظرة سريعة على المعلومات المتعلقة بالمخطط الإنشائي لهذا الجامع.
فالجزء الشرقي من الأرض يقع جامع التوحيد ومن الجزء الغربي تنتظم المباني مبنى لاستراحة الرجال ومبنى للنساء و دار للشورى
وأقسام التكية الأخرى.
لكل قسم مدخل منفصل وفناءه الخاص به، فِناء الجامع الذي في الجزء الشرقي تستخدمه جماعة المصلين.
وفِناء التكية التي في الجزء الغربي يستخدمه ساكني التكية من الشيخ وعائلته والمقيمين في التكية من الضيوف والمريدين.
وأفاد أهل الخبرة أنه يقع جامع التوحيد بناء الجامع الجنوبي من جهة القبلة، ومن الجهة الغربية للجامع يجتمع جامع التوحيد مع نهاية مبنى النساء، وترتفع مأذنته في الزاوية الجنوبية الغربية. 6
وفي فناء الجامع يقع الموضأ وبمحاذاة الجدار بنيت المراحيض.
ومن المعتقد أن محفل السلطان الذي في داخل الجامع يعود للسلطان محمود الثاني أضيف أثناء ترميم الجامع في(1827 – 1828) 7
وللجامع محراب ومنبر بسيط للغاية، ومن المعروف أن المأذنة الحجرية التي يظن بأنه بناها السلطان محمود الثاني تأخذ شكل مآذن القرن التاسع عشر، وتم سقف الجامع بالخشب والقرميد. 8
في منتصف القرن التاسع عشر أخذ هذا الجامع شكل المدرسة المهجورة وأغلق أكثرها، فأتى الشيخ أحمد ضياء الدين الكمشخانوي وبدأ بإحياءه.
في عام 1859م و بما أن الشيخ أحمد ضياء الدين القمشهانوي كان وكيلاً للطريقة النقشبندية الخالدية، أصبح جامع فاطمة سلطان مركزاً لفرع الطريقة النقشبندية الضيائية.
وقبل ذلك فقد اكتسب جامع فاطمة سلطان هوية التكية نتيجة لوضع الشيخ القمشهانوي المشيخة فيه, وقد كان الشيخ مستمراً في التعليم والإرشاد في مدرسة محمود باشا.
ومن خلفاء الشيخ الكمشخانوي ، الشيخ حسن حلمي أفندي القسطمونلي، وقد تطوع بمهمة الأذان في هذا الجامع. 9
وقد صار الدراويش يقيمون حلقات الذكر في هذا المسجد بدلا عن المكان الذي كان مخصصا للذكر سابقاً.
في عام 1875م أنشأ الشيخ الكمشخانوي بيتاً ومدرسة مؤلفة من ستة عشر غرفة وجعلها وقفاً، وبعد الانتهاء من إنشائها، انتقل الشيخ الكمشخانوي إليها، ويذكر أنه كان يعيش في المبيت الذي يطلق عليه دار المشورة. 10
وهكذا واعتباراً من هذا التاريخ عُرف المسجد بزاوية (الكمشخانلي الشريفة).
وأصبح جامع فاطمة سلطان مع التكية المجاورة له مع دار الشورى بفضل الشيخ الكمشخانوي ، مركزاً يتجاوب مع زيادة مريدي الطريقة النقشبندية.
واشتهر الشيخ الكمشخانوي بشيخ المحدثين، 11
وقد أجازمئة وستة عشر طالب علم كَوَكيل عنه وأرسلهم إلى كافة البلاد داخل وخارج الدولة العثمانية حتى بلغو الصين وجزر القمر لتبليغ الإسلام ونشر الطريقة النقشبندية. 12
وخلف الشيخ أحمد ضياء الدين الكمشخانوي في هذه المدرسة وقاموا بمهمة المشيخة على التوالي :
الشيخ حسن حلمي من قسطمونو
الشيخ إسماعيل نجاتي من صفران بولو
الشيخ عمر ضياء الدين الداغستاني
الشيخ مصطفى الفيضي من تكير داغ.
ووافق وجود الشيخ مصطفى الفيضي التكيرداغي في المشيخة أحداث عام 1925 م وصدر وقتها قانون يقضي بإغلاق المدارس غير الحكومية والجمعيات ومنها زاوية ومدرسة الكمشخانوي التي أعطت جامع فاطمة سلطان شهرته وتم إخراج جميع القائمين بأعمال المدرسة وأغلقت جميع نشاطاتها الدعوية.
وبالنسبة للبناء المجاور للجامع ودار الشورى، خصصت لموظفي الدرك (الجندرمة) في الولاية واستخدموه مبيتا ومستودعا للألبسة.
وفي عام 1950 م أخذت جمعية (أنتلار تركيا) على عاتقها ترميم الجوامع القديمة، ومن ضمنها جامع فاطمة سلطان لكن هذه المحاولات لم تُجد نفعاً.
وفي عام 1956-1957م تحت مسمى الإعمار تم هدم جامع فاطمة سلطان والأبنية المجاورة له، ولم يتركوا أي أثر له، باستثناء شارع كمشخانلي. 13
لأجل إحياء هذا الجامع والأبنية المجاورة له، فبانتهاء الأعمال التي يقوم بها وقف محمود أسد جوشان التعليمي الثقافي التعاوني يكون قد قدم خدمة جديدة لحفظ هذا الصرح التاريخي من الاندثار.
المصادر :
1. م. بهاء تنمان، التكية الكمشخانوية السمات التاريخية والمعمارية، العلم والفن، حزيران تموز 1998،ص 115.
2. سماوي أييجة، آثار اسطنبول القديمة المفقودة : جامع فاطمة سلطان والزاوية الكمشخانوية ، مجلة جامعة اسطنبول كلية الاقتصاد، اسطنبول 1987،ص.478.
3. قصر آيوان حسين أفندي،(علي صاتي أفندي، سليمان باسم أفندي) حديقة الجوامع (جوامع اسطنبول وغيرها من المباني الدينية والمدنية)تحضير أحمد نزيه كالتكين، اسطنبول، دار إشارة للنشر، 2001،ص،213،
مصراع هذا البيت قاله نديم لإتمام التاريخ
(Ne a’lâ câmi’ ihyâ itdi el-Hakk Fatma Sultân)
4. أييجة ،آثار اسطنبول القديمة المفقودة : جامع فاطمة سلطان والزاوية الكمشخانوية ،ص.478
5.ا. ج. م، س، 481،2، من منتصف الكتاب، والأخذ بنقش السلطان محمود الثاني، ولكن بعد انقلاب الحرف في 1928 أغلق فوق هذا النقش بالآجص.
6.تنمان، التكية الكمشخانوية السمات التاريخية والمعمارية 118
7. ا. ج. م 118
8. سماوي أييجة، جامع فاطمة سلطان، ضيا، اسطنبول 1995، ص، 12،ص، 263،264.
9. تنمان، التكية الكمشخانوية السمات التاريخية والمعمارية ص 117.
10. عرفان غوندوز ، أحمد ضياء الدين كمشخانوي قدس سره، حياته، آثاره، مفهوم الطريقة، الطريقة الخالدية، ص، 55.
11. م. زاهد الكوثري، السلسة الذهبية، ترجمة. وهبي شاهين ألب. م. زاهد كالفغيل. اسطنبول :ديوان للنشر، 1982،ص،106
12. حسين وصاف، سفينة الأولياء، تحضير علي يلماز ومهمت آي كوش، اسطنبول، ساها للنشر، 1999، 343.
13. أييجة،آثار اسطنبول القديمة المفقودة : جامع فاطمة سلطان والزاوية الكمشخانوية. ص 482_483.