كان مصطفى فيضي أفندي التكيرداغي متوسط القامة، مُمتلئًا، أبيض اللحية، ونيِّر الوجه مُستديرَه.
وكان يكثر من الصيام والصلاة والذّكر، كان بحراً في علوم الظاهر والباطن، ويمتاز بالتواضع وحسن الخلق.
وفي سنة 1907م عُيِّن مُدرّساً برتبة "موصلاي صحن" في مدرسة الشاه زاده باشي إسماعيل باشا. على إثر ذلك مُنِح الوسام العثماني الرابع، والمجيدي الرابع، وعُيّن سنة 1910م مُخاطَبًا بدروس الحضور (دروس الحضور هي دروس تفسير تُعقد في رمضان بحضور السلطان، ويتكون مجلسها من مُقرّرٍ يتولى مُهمّة الشرح، ومجموعة من المُخاطَبين يُدارسونه)، وقد بقي في نفس الوظيفة إلى آخر درس حضورٍ تم عقده سنة 1919م.
ولد مصطفى فيضي أفندي رحمه الله سنة 1267هـ - 1851م بقرية "قلجلار" في "تكيرداغ" لأبيه أمر الله آغا الذي كان مشتغلاً بالفلاحة.
بدأ مصطفى فيضي أفندي تحصيله العلمي بموطنه قبل أن ينتقل إلى إسطنبول سنة 1869م وعمره ثمانية عشر عاماً، حيث التحق بدروس حلقة أخيه الأكبر محمد طاهر التكيرداغي أحد مُدرّسي مسجد بايزيد.
وفي سنة 1882م أتم تحصيله العلمي، وحصل على الإجازة من العلوم العليّة وله من العمر اثنان وثلاثون عاماً.
كما دخل في نفس السنة امتحان الرؤوس الذي أثبت من خلاله جدارته، وصار مؤهلاً للتدريس، وعلى إثر ذلك بسنة بدأ التدريس في مسجد بايزيد بصفته وكيل تدريس.
ووُفّق بعد خمس عشرة سنة في منح أول إجازة للطلبة سنة 1898م.
في سنة 1887م تمت ترقيته إلى رتبة "إبتداي خارج" (رتبة من رتب المدرسين في العهد العثماني)، وكُلّف بوظيفة التدريس.
وفي سنة 1907م عُيِّن مُدرّساً برتبة "موصلاي صحن" في مدرسة الشاه زاده باشي إسماعيل باشا.
على إثر ذلك مُنِح الوسام العثماني الرابع، والمجيدي الرابع، وعُيّن سنة 1910م مُخاطَبًا بدروس الحضور (دروس الحضور هي دروس تفسير تُعقد في رمضان بحضور السلطان، ويتكون مجلسها من مُقرّرٍ يتولى مُهمّة الشرح، ومجموعة من المُخاطَبين يُدارسونه)، وقد بقي في نفس الوظيفة إلى آخر درس حضورٍ تم عقده سنة 1919م.
انتسب مصطفى فيضي أفندي إلى الشيخ أحمد ضياء الدين الكُمُشخانوي، وأصبح من بين أهم خلفائه، وتقلد مهام الإرشاد بالتكية الكُمُشخانوية بوصفه "پوست نشين" (رئيساً للتكية) على إثر وفاة عمر ضياء الدين أفندي الداغستاني سنة 1921م، فظل في منصبه ذلك إلى حين إغلاق الزوايا والتكايا سنة 1925م.
درَّس الشيخ مصطفى فيضي أفندي الحديث لمدّة من الزمن بالجامع الجديد، وقد ذكر الشيخ محمد زاهد كوتكو رحمه الله أحد خلفائه أنه (مصطفى فيضي أفندي) اعتزل في الخلوة أربعة وعشرين مرّة في حياته.
شغل الشيخ مصطفى فيضي وظيفة الخلافة لخمس سنوات بوصفه الخليفة الرابع للشيخ الكُمُشخانوي، خرّجَ خلالها العديد من الطلبة، وما يقرب من العشرة علماء ممّن كان لهم أهليّة الإرشاد.
وقد كان يُقرِئُ كتاب "راموز الأحاديث" ختمًا مرّة كلَّ سنة.
في خلوته الأخيرة استخلف من بين طلبته كُلّاً من حسيب أفندي السَّرزلي، وعبد العزيز أفندي القزانلي، ومحمد زاهد أفندي البورصوي. وقد وصلت نفس السلسلة إلى أيّامنا هذه من خلال الأسماء المذكورة بترتيبها المذكور.
كان مصطفى فيضي أفندي التكيرداغي متوسط القامة، مُمتلئًا، أبيض اللحية، ونيِّر الوجه مُستديرَه.
وكان يكثر من الصيام والصلاة والذّكر، كان بحراً في علوم الظاهر والباطن، ويمتاز بالتواضع وحسن الخلق.
كان مصطفى فيضي أفندي يُكثر من تكرار كلمات الشيخ إبراهيم حقي الأرضرومي التي يقول فيها:
تصوفّ؛ كيمسه يه عار أولمه مق (التصوف هو أن لا تكون عاراً على أحد)
تصوف؛ كُل أولوب حار أولمه مق (التصوف هو أن تكون وردة لا أن تكون قاسياً)
تصوفّ؛ يوق أولوب وار أولمه مق (التصوف هو أن تكون فانياً لا أن تكون موجوداً)
بونو هر كيم آنلارسه برهان أونده در (كل من يفهم هذه الأمور فالبرهان عنده)
توفي في الثالث والعشرين من محرم سنة 1345هـ الأول من أغسطس سنة 1926م وله من العمر خمس وسبعون عاماً، وقبره بمقبرة مسجد السليمانية بجانب رفاقه في التكيّة.