موارد / عظماء الإسلام

محمد زاهد الكوثري*

القراءة بلغة أخرى

كان الشيخ محمد زاهد الكوثري صاحب فهم بعيد عن التعصّب، يأخذ المسألة فيدرس أدلّة المخالفين، ويصل إلى نتيجة، وهذا من بين الأوصاف المهمّة جداً التي يجب على رجل العلم أن يتّصف بها. لقد كان له عقل ومنطق متينان، وكان صاحب تأصيل علميّ، فالمنهج مهمّ جدّاً في العلم، كما أنه امتاز بلُغة قويّة، فلغتُه الأمُّ غيرُ اللغة التي نشأ عليها، ولغته في الكتابة تختلف عن تلكم اللغتين. كان عالماً عظيماً، أثبت نفسه، وبحث في كثير من المواضيع الدّقيقة التي ما زال النقاش دائراً حولها حتّى اليوم، ووصل فيها إلى نتائج مُعزَّزة بالأدلّة والشواهد.

البروفيسور الدكتور محمود أسعد جوشان (رحمه الله)

الكلمة الافتتاحية للمؤتمر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومَن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

إخوتي الأعزاء والمحترمين:

أما بعد مرحباً بكم في مؤتمر (زاهد الكوثري) الذي يعدُّ فعاليَّةً ثقافيّة كبيرة الأهميّة بالنسبة لمدينة "دوزجه ـ Düzce" حيث يكتسب الأهمية من جوانب عدّة.

إن أهمّ هُويَّةٍ تُميِّزُنا هي إيمانُنا ودفاعُنا عنه، وأؤكِّدُ أنَّ وظيفتَنا كمسلمين تتمثَّلُ في غرسِ هذا الإيمان في الأجيال التي نربِّيها، وفي إرشاد الناس إلى السَّير في طريق مَرْضاة الله عز وجل.

 وحفظُ هذا الإيمان وتحقيقُه، والوصولُ إلى الحقيقي منه هو ثمرة من ثمرات التربية.

وتُسمَّى هذه التربيةُ في الإسلام بـ"علم التصوّف"، أو "طريق التصوّف".

وهذا النوع من التربية ضروريٌّ جدّاً فمن خلاله يختار الإنسان مدة حياته الأعمال التي ترضي الله عز وجل ويقوم بها، فهو يُعَلِّمُ الإنسان طريقة العيش التي يرضاها سبحانه وتعالى، كما أنه يوصل الإنسان إلى معرفة الله ويكون سبباً لحب الله له .

ويجب علينا جميعاً أن نتربَّى بهذه التربية، فتحقيق نجاح المجتمع، وبلوغ السعادة في الدنيا والآخرة، وتحقيق النتائج الجميلة، مشروطٌ كُلُّه بإخضاع الجميع لهذه التربية انطلاقاً من أعلى طبقات المجتمع؛ لأنها أكثرُ الفئات مسؤوليَّةً من أمثال السلاطين، ورؤساء الجمهوريات، والدُّول والقادة، وصولاً إلى كل فرد من أفراد الشعب.

لقد دأبَ أبطالُ طريق التصوّف الكبارُ على تقديم هذه الخدمة على مرِّ العصور، هؤلاء الأبطالُ المُبارَكون أحبَّاءُ الله العاملون لأجل الأمَّة والمِلَّة والإنسانيّة بأحسن الطُّرق، وبأرجاها فائدةً، أخذوا بأيدي الناس إلى أقوم الطُّرق بإخلاص واحتساب، لذلك نشأ شعبُنا عارفاً، ظريفاً، متأدِّباً، مِضيافاً، سخيّاً ومُضحّياً، يعرف جيّداً الهدف من الحياة، ويعرف الإحسان للآخرين، وإنفاق المُكتسَبات في مصارف الخير، نشأ فيه أقوام يقدّمون أرواحهم طواعيةً في سبيل الإيمان والمقدَّسات عندما تستدعي الحاجة.

وقد كان لكبار المتصوّفة فضل السّبق في تربية هؤلاء الناس، وجهاد أمّتنا الصّبورة ونضالها، وتوجيهها التوجيه الصحيح.

من أقرب الأمثلة التي نحبُّها الشيخ (شامل) أحد أبطال القوقاز، وأمثاله من العِظام السّالكين لنفس الطّريق المبارك، الذين انتشروا في كافة أرجاء العالم الإسلامي لتقديم أجمل الأعمال من أجل الإسلام، ومن أجل شرف المسلمين وطمأنينتهم وسعادتهم وسلامتهم في الدنيا والآخرة.

من بين هؤلاء أيضاً أحد أولاد "دوزجه ـ Düzce"، ومدار افتخارها، وأحد علمائها المباركين (الشيخ محمد زاهد الكوثري) الذي يحتلُّ مكانة مهمّة بين هؤلاء العِظام، وستظهر أهمّية هذا العالم من خلال مداخلات هذا المؤتمر.

إذا أردنا الاختصار فيمكن أن نقول بأن (الشيخ محمد زاهد الكوثري) قدَّم بقلمه خدمات جليلة لدين الإسلام، ومعتقد الإسلام، والتصوف، والفقه، والفقه الحنفي خاصة، في كثير من المسائل التي ما زال بعضها يُناقشُ ويُذاكر حتى في أيامنا هذه.

كما دأَب بكتاباته على تصحيح الآراء الخاطئة السائدة في كثير من الأماكن التي زارها ، فلفت الأنظار إليه بمقالاته الرائعة، وبالرغم من تواضعه الجمِّ إلا أنّه ارتفع بالعلم، ورفعه الله به.

في السنة الماضية عندما ذهبت إلى المدينة المنورة، وبينما كنت أُعدُّ بحثاً في مكتبة المسجد النبوي ـ هناك مكتبة في ظهر المسجد، يمكن الذهاب إليها من داخل المسجد ـ طلب مني موظّف هناك بعض المؤلّفات المنشورة في تركيا قائلاً: "سأكون ممتنّاً لو تحضر لنا كُتباً تركيّة أو عربيّة، قديمة أو جديدة في شكل هبات..."، وسأل أثناء الكلام قائلاً: "في تركيا شخص اسمه محمد زاهد الكوثري، من هو؟".

لقد أثار انتباهه في القرن العشرين، وفي دولة تُدرّسُ فيها العلوم الإسلامية بشكل حيوي، يُسأل عن اسم هذا الرجل باهتمام بالغ، إنه شخصيّة مهمّة، المواضيع التي يشتغل بها هي مواضيع في صميم العلوم الإسلامية، وله في علم التصوّف أهميّة كبيرة جداً.

في "دوزجه ـ Düzce"، وكما سبق أن قمنا بأعمال وقفيّةٍ خدمةً لإخواننا من أهل دوزجه، بدأنا بتقديم الخدمات لتاريخنا ومفاخرنا من خلال إنشاء جمعيّة "كونور آلب للعلم والثقافة والصحّة والبيئة"، وقد أطلقنا عليها اسم "كونور آلب ـ Konuralp" أحد أبطال دوزجه، وما "مؤتمر زاهد الكوثري" هذا إلا واحد من فعاليّات أوقافنا وجمعياتنا بما فيها جمعيّة "كونور آلب".

في هذا المؤتمر سيتمّ التعريف بقدْر شخصيّةٍ مباركة، فمن داخل الأمّة التي تعرِف القَدْر ينشأ أقوامٌ تُعرف أقدارُهم، وستكون هذه الشخصيّة نموذجاً يُحتذى به لإنشاء كوثري جديد آخر وآخر، ولإنشاء عُلماء جُدُد، وصوفيّين شُجعان جُدُد، وأبطال جُدُد، كُلّما تمّ التّعرّف على مؤلّفاته وفكره وشخصيّته عَمَّت الإفادة أكثر.

أشكر القائمين على تنظيم هذا المؤتمر؛ لأنهم اختاروا موضوعاً مهماً جداً، وبالِغَ النّفعِ لهذه المنطقة.

كما أشكر أرباب العلم المشاركين بمداخلاتهم على حضورهم.

ولا يفوتني أيضاً أن أشكركم أيها الحضور الكريم على تلبية الدعوة، وأن أُعرِب لكم عن خالص احتراماتي.

رضي الله عنا جميعاً، وبارك لنا في مؤتمرنا هذا.

كلمة الختام

أحبابي وإخواني الأعزّاء:

ربما لا يعرف كثير من الناس أن "دوزجه" مركز مهم جداً من مراكز العلوم الدينيّة، إنها منطقة خرّجت كثيراً من كبار علماء الدين الجديرين بالاهتمام.

كان هناك مستشرق ألماني أثناء فترة دراستي في الجامعة التي درست فيها اسمه (هلموت ريتر)، إن كلمات غير المسلمين تحمل أهميّة مختلفة عن قناعاتنا حول أنفسنا؛ لأنها قد تكون من ثقافة مُعادية، هلموت ريتر رجل من أمّة مختلفة عنّا، لذلك فكلماته مهمّة، إنه شخصيّة معروفة على مستوى العالم بسبب مؤلّفاته العلمية، مجتهد ومحترم جداً، ربما يكون قد اعتنق الإسلام؛ لأنه قال لنا مرّة أثناء الدرس: "أنا على مذهب شيخي إسماعيل صائب: شافعيّ". لقد خرجت هذه الكلمة من فمه، وأنا أرى أن قوله هذا لم يكن مجرد مزحة، بل يمكن أن أربطها بإيمانه بالفعل، ففي الدّرس عندما كُنّا نتحدث مرّةً عن عقيدة التثليث والمعتقدات الباطلة في المسيحية استخدم عبارة يُفهم منها عدم قبوله بالتثليث.

طبعاً لا يكفي معرفة بعض الحقائق، فَأبو طالب عَمّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤمن مع أنه كان مُقرّاً بنبوّته صلى الله عليه وسلم، يجب التصريح بهذا الإيمان، والإتيان بمُتعلّقاته.

كان لهذا المستشرق الكبير والمشهور كلمتان:

ـ (لديكم لغة هي أغنى لغات الدّنيا من حيث قابلية التعبير، لكنّكم لم تدركوا حجمها وقيمتها، فأفسَدتُمُوها وفرطتم بها).

قال بأن اللغة التركية العثمانية أكثرُ اللّغات تطوّراً، وبأنها لغة قادرة على التعبير عن جميع أنواع الفكر والمعاني الدقيقة، ولكنها أُفسِدت.

ـ خلال أحد الدروس انتقل بنا الحديث إلى المرحوم العالم الصّوفي محمد ذهني أفندي صاحب كتاب "نعمة الإسلام"، وكنَّا نقرأ "الكتاب" لسيبويه، وهو كتاب قيّم جدّاً وصعب، لكن يمكنُ فهمُه من خلال الاستعانة بشروحه، وكان في قسمنا في ذلك الوقت المُساعد نهاد جتين باي رحمه الله، كان يحُلُّ الجُمَل المُشكلة بكلّ سهولة، كان يعرض فهمه قائلاً: (هذه الجملة معناها كذا)، فتوقَّف ريتر قليلاً، وقال: (من أين تعرف كل هذا؟).

لمحمد ذهني أفندي مؤلّفات حول اللغة العربية حيث كان يستفيد في مؤلّفاته من "كتاب سيبويه"، ويشير إلى ذلك في الهوامش، وقد اتّضح أن نهاد جتين كان يقرأ من تلك المواضِع ليَفُكّ الجُمل المُشكلة حيث عرض علينا تلك النُّقولات.

حينها توجه إلينا هلموت ريتر بقوله: (أنتم كشعب لا تُقدِّرون قيمةَ الأشخاص العظام الذين خرجوا من بينكم، محمد ذهني أفندي عالم كبير، وأنا معجب به جدّاً).

هكذا هي دوزجه، لقد أنشأت كثيراً من كبار العلماء، وأهل دوزجه لا يعرفون ذلك، وأقرباؤهم أيضاً، بل إن كثيراً من الناس في عموم تركيا لا يعرفون ذلك، لذلك قرَّرنا أن نُنظّم مؤتمراً كهذا للقضاء على جهل الناس بهؤلاء، ولإعلام شعبنا، ولتعريفه بالقدوات التي يجب عليه الاقتداء بها.

ومن بين أسباب اختيارنا للشيخ محمد زاهد الدوزجوي أن في تركيا أناساً لا يعرفون قدر التصوف، ولا قيمته وضروريته...

طبعاً مَن لا يعرف الإسلام لا يمكن أن يعرفَ التصوّف، هؤلاء نتركهم جانباً.

هناك من المسلمين من هم ضدُّ التصوّف، هناك من المُتعلّمين مَن يُعادي التّصوّف، يسمّي نفسه "راديكاليّاً" (سلَفيّاً)، أو أيَّ اسم آخر، ويكتب في كثير من المجلّات، ومع ذلك يُعادي التصوّف والكرامة والتوسّل.

أنا شخصيّاً عندما أخرج للدّفاع عن التّصوّف ضدّ أمثال هؤلاء النّاس أكون قد دافعت من منطلق مسؤوليّتي، أنا أطرح هذه المسألة؛ لأنني أعلمُ بأن ذلك الطريق ليس طريقاً صالحاً لقبول الحقائق.

كُنّا قد عقدنا مؤتمراً في إسطنبول حول شيخنا "محمد زاهد كوتكو"، ودعونا رجال العلم من جميع كليّات الإلهيّات، وغايتنا من ذلك أن يشرحوا المواضيع المتعلقة بالتصوّف بشكل حُرّ، ثمَّ جُمعت المداخلات في شكل كتاب، عليكم أن تقرؤوه من أوله إلى آخره.

لقد أسفر المؤتمر عن إثبات أن التصوّف حقيقي، ضروري، مفيد، إسلاميٌّ وعلم قرآنيّ في آنٍ معًا.

وها نحن في مؤتمرنا هذا نتحدث عن "محمد زاهد الدوزجوي" الذي خرّجته دوزجه، يمكن أن نقول: الكوثري أيضاً؛ لأنّه عندما كان حيّاً غيَّرَ اسمَه الكوثري في مقالاته، ربما اختار ذلك؛ لأن "الكوثري" تُكتب بحرف الثاء، (فالتركية المكتوبة بحروف لاتينية لا تُفرِّق بين الثاء والسين في الرّسم).

ومن بين أسباب تنظيم هذا المؤتمر أيضاً إثباتُ أن التصوّف إسلاميٌّ، وأنه الطريق الحقّ، وأنه ضروريٌّ، وأعتقد أننا وصلنا إلى غايتنا من هذه الجهة.

إن كون الشيخ محمد زاهد شخصيةً على مستوى العالم الإسلامي لأمر مهم جداً، هذا ليس انطباعاً ذاتياً، ولا حماسياً حسّيّاً، إنه حكم مبنيّ على معيار موضوعي.

لدينا مقصد آخر مهمّ من وراء اختيارنا لهذا العالِم: المتكلّمون في التّصوّف، والمهتمون به خلال تاريخ التصوّف وفي أيّامنا يرون أن هناك ثنائية اسمها "الشريعة والطريقة".

هل تختلف الشريعة عن الطريقة، والطريقة عن الشريعة يا تُرى؟ مثلاً هناك شخص متوفّىً الآن كان يقول: (التصوّف دين مستقل، ولا وجود للكرامات)، ويُطلق مُحاكماتٍ على هواه.

كما أن هناك في طريق التّصوّف الموجود مدارس مختلفة، ونحن قبل كلّ شيء مسلمون، ونسعى إلى مرضاة الله تعالى، نحن لسنا أتباعًا عُمْيًا لأيِّ مؤسّسة ثقافية، ولنفرض أن والد إنسانٍ أو جدّهُ كان على طريق ضلالةٍ، هل عليه أن يستمر في نفس الطريق؟ أبدًا.

الحكومة تُخصّص نصيبًا مُحدّداً للإخوة العلويّين لإقامة بيوت الجمع. أنا أسأل الآن: هل كان لسيّدنا عليّ بيت جمعٍ؟ في زمن سيّدنا عليّ هل فعلت السيدة فاطمةُ حفلاً مع الرجال في بيت الجمع كما يفعل هؤلاء؟ هل فعل ذلك أيُّ واحد من أهل البيت؟ هل أنشأ سيّدنا عليّ مؤسّسة كهذه أمام المسجد؟ هل هناك شبه بين طريقة عيش سيّدنا عليّ والطريق التي ينتهجها إخواننا المنتسبون إليه الآن (هم أيضاً إخواننا)؟

أنا بصفتي رجل علم بحث هذه المسائل جيّداً أقول بأنه: لا وجود لأيِّ شبَه، فمن حيثُ شربُهم للخمر، وسقوطُ الكلفة بين رجالهم ونسائهم، وإتيانُهم بطقوس الجمع... لا تَوافُق، فإذا كانت العادات الشعبية متصادمةً مع الإسلام فهي ليست معتبرة عندنا.

الناسُ الذين في طُرق الضّلالة سيدخلون الإسلام، وأنا أعرف كثيراً من الإخوة هنا لم يتّبعوا طريق آبائهم، بل اتَّجهوا إلى طريق مرضاة الله، وعادوا إلى صراط الإسلام؛ لأن قبول الحقِّ فضيلةٌ عظيمة. رضي الله عنهم.

من خلال هذا المثال نأتي إلى موضوعنا:

هناك مجموعات صوفيّة عدَّة منتشرة في كامل أرجاء الأناضول، إذا كان التّصوّف هو الإسلام، وتطبيق أحكام الشريعة، وإذا كانت الشريعة أحوالًا، والطريقةُ أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا بأس.

أما إذا كان هناك أشياء في طريق التّصوّف تتعارض مع الشريعة الغرّاء فيما يتعلَّق بالاعتقاد، والعمل والأنشطة، فيجب أن يتمَّ التخلّي عن تلك الأشياء.

حسناً، مَن سيُبدي هذه الشجاعة؟ إذا قام بذلك أناسٌ عاديّون سيُقال لهم: "مَن أنتم؟ بأيّ حقّ تُفسدون هذا الطريق المُتوارَث؟"، أمّا إذا قال ذلك علماء كبار مثل زاهد الكوثري فسيَبدُو مُهِمّاً، وسيُؤتي أُكُلَه.

لقد اخترنا زاهد الكوثري على اعتبار تمكُّنه من شرح التّصوّف للشعب؛ لأنَّ غايتنا ليست مواصلة إحياء العادات الشعبية، وإنّما العيشُ بما يتوافق مع أصل الدّين.

ليست غايتنا إحياءَ المؤسّسات القديمة بما فيها من أخطاء، وإنّما تصويبها وتصحيح مسارها، والعودةُ بها إلى المَعِين الأصلي، ونحن سعيدون جداً بذلك.

لقد حقّق هذا المؤتمر الهدفَ المرجُوَّ منه، وظهر من خلال هذه المداولات بشكل واضح أن محمد زاهد الكوثري عالم حقيقيّ، وعلى طلبة مدارس "الإمام وخطيب" ومُدرّسيها، والمُدرّسين بكُلّيات الإلهيَّات أن يعرفوا هؤلاء العُلماء الحقيقيّين؛ لأنَّ تنشئة عالم حقيقيّ ليست أمراً سهلاً، وليس من السهل العثور عليه في كل مكان.

نحن متفائلون، ونرى أمامنا براعم جميلة، ونحن سُعداء جدّاً برؤية مَن هم بالفعل في طريق العلم من بين العُلماء الشُّبّان الذين يستشهدون بالمصادر في كُلّ كلمة يقولونها في أبحاثهم، وبرُؤية بداية ظهور النّاس الجيّدين سيكون زاهد الكوثري قدوة في طريق العلم؛ لأنه يتّصف بجميع الصّفات الواجب توفّرها في رجل العلم، يبحث، يذاكر في المكتبات، يُطالع حتى المخطوطات النادرة للكُتب غير المنشورة، ويقرأ في المصادر التي لم يسمع بها أحد، لقد كان صاحب ذهنيّة بحثيّة، هذا وصف مُهمّ جدّاً، كان مُتمكّناً من المصادر والمنابع، وكان يعرف أين يجد ما يريد.

اليوم بسبب اتّساع الثقافة الإسلاميّة وعِظمها لم يعد الجميع متمكّنين حتى من مصادر تخصُّصاتهم، لقد كُنت أستاذاً بكلية الإلهيات بأنقرة لمدة سبع وعشرين عاماً، وأعرف جيّداً مدى بُعد بعض الأساتذة عن المصادر.

ثمَّة أستاذ في التاريخ الإسلامي، ولكن تعامله مع المصادر غير ممكن؛ لأنه لا يعرف العربية، ولا الفارسية.

أستاذ في كُرسيّ التصوّف، رُبّما لا يملك إيماناً، لا يعرف العربيّة، ولا يعرف مسائل التّصوّف، ولا يُمارسه، لكنّه أصبح أستاذاً مساعداً وبروفيسوراً هناك.

كان الشيخ محمد زاهد الكوثري صاحب فهم بعيد عن التعصّب، يأخذ المسألة فيدرس أدلّة المخالفين، ويصل إلى نتيجة، وهذا من بين الأوصاف المهمّة جداً التي يجب على رجل العلم أن يتّصف بها.

لقد كان له عقل ومنطق متينان، وكان صاحب تأصيل علميّ، فالمنهج مهمّ جدّاً في العلم، كما أنه امتاز بلُغة قويّة، فلغتُه الأمُّ غيرُ اللغة التي نشأ عليها، ولغته في الكتابة تختلف عن تلكم اللغتين.

كان عالماً عظيماً، أثبت نفسه، وبحث في كثير من المواضيع الدّقيقة التي ما زال النقاش دائراً حولها حتّى اليوم، ووصل فيها إلى نتائج مُعزَّزة بالأدلّة والشواهد.

لقد بَنَى نفسه ليكون عالماً حقيقيّاً، وحصل على إجازات حقيقيّة عن طريق نُظُم إجازةٍ جادّة، ثم قام بنقل علمه بنفس الجديّة إلى تلاميذه، ومنحهم إجازات.

واليوم هناك العديد من العلماء الذين أجازهم الكوثري من بين طلبته، اشتهروا على مستوى العالم، وألَّفُوا كُتُباً، وفرضوا احترامهم في البلدان التي ينتسبون إليها، حتّى إنّهم كانوا سبباً لشهرة الكوثري في البلدان الإسلامية؛ لأنّه أجاز ما يقرب من ثلاث مئة طالب، وهؤلاء المجازون واصلوا نشر ذلك العلم عند عودتهم إلى بلدانهم.

هناك كثير من الناس لا يعرفون ما الجامعة؟ ولا كيف يتمّ البحث العلمي، ما الماجستير، وما الدكتوراه؟

لا يعرفون قيمة ذلك، لا يدركون مدى صعوبة الحصول على حرف "د" الذي يسبق اسم الدكتور، ولا يعرفون مدى صعوبة الحصول على لقب "بروفيسور".

رسالة "الدكتوراه" تُعرف على مستوى العالم بأنها بحث علمي موثَّق، إنها تعني "أنا من المُتخصّصين في هذا المجال على مستوى العالم"، لهذا السبب يعتبر بحث الدكتوراه مُهمّاً عالميًّا، وفي كل دولة من دول العالم تُعتبر حيازة هذه الدرجات والسعي إليها أمراً مُهمّاً.

ومن أكبر المعايير التي تعكس حجم القامة العلميّة لمحمد زاهد الكوثري تأليفُ العديد من رسائل "الماجستير" و"الدكتوراه" حول شخصيّته، وأفكاره، ومؤلّفاته.

إنهم لا يمنحون هذه الرُّتب لمن هبّ ودبّ، ولا يسمحون ولا يقبلون بتأليف رسائلَ حول أيٍّ كان، ، خمسة من الأساتذة يُدقِّقون رسالة "الدكتوراه" قبل أن يبُتّوا بقرار في شأنها.

إنّ رسائل "الماجستير" و"الدّكتوراه" التي نُوقشت حول الشيخ محمد زاهد الكوثري في كثير من الجامعات بتركيا، ومصر، والأردن، وباكستان لَهي دليل واضح على عِظم شخصّيته العلميّة.

لقد ترك مؤلّفات جدّيّة عديدة، لذلك وجَبَ أن تُترجم هذه المؤلّفات إلى التركيّة، وأن تُؤلَّف رسائل علميّة إضافيّة حولها، وهذا أيضاً أمر آخرُ يُظهر أنّه عالم كبير، عالم متعدّد الاهتمامات.

يُقال لهذا النوع من العُلماء: "ذو الجناحين"، أي هو مُتمكّنٌ من علوم الظّاهر، وعلوم الباطن على حدٍّ سواء، ويعرف التّصوّف كما يعرف الفقه، يعرف قيمة هذا الأمر كلُّ مَن اشتغل بالتصوّف والفقه والعلوم الإسلامية.

أن يكون المرءُ فقيهاً وصوفيّاً معًا هذا أمر بالغ الأهميّة، فبعض الصوفيّين لا عنايةَ له بالفقه، لذلك يؤدّي بهم التّصوّف إلى الزّندقة، كما أن بعض الفقهاء ليس لهم حال تصوّفيّ، وهذا أيضاً موقف متطرِّف، إنّه نقص كبير، هذا يعني أنّه لم يستوعب العلم الذي تعلّمه.

إن حيازة الأمرين ميزة مُهمّة جدّاً، ومن يحصل له ذلك يسمى "محققاً" و"ذو الجناحين"، وهكذا بالضبط كان الكوثري، مراعاةُ الشريعة سِمة مُهمّة من سِمات التّصوّف، هذا موضوع علينا أن نعلنَه، وأن نُبلّغه للجميع.

كان عالمَ كلامٍ فذّاً، يبحث مواضيع العقيدة، إنه موضوع مُهمّ جدّاً، هناك شاعر عثماني يقول:

Belki makbûl ola noksân-ı amel

Olmasın lîkin akîdende halel

معناه: "إنْ لم تتعبَّد بكثير من النوافل فقد يُغفَر لك، وتدخل الجنّة، ولكن لا يكونَنَّ في عقيدتك خلل".

العقيدة علمٌ مهمّ جداً في الدين، الكوثري مُتكلّم أفكاره معتبرة، وقد أثبت ذلك من خلال مقالاته، وهو فقيه مُتقن، فليس هناك علوم شرعية بلا فقه، وبلا تصوّف أيضاً، لذلك فإن لكونه فقيهاً أفضليَّة مهمّة جدّاً.

أمس بعد الظهر كان المُحاضِرون مهمّين، ومداخلاتهم مهمّة جدّاً، كان إخواننا (المُحاضِرون) شباباً، جهّزوا مُداخلاتهم بشكل جيد جداً.

لقد تمّ تناول موضوع إجابات الكوثري([1]) على انتقادات الإمام الأعظم التي فاقت المئة، والمذكورة في نهاية "مُصنّف ابن أبي شيبة"([2])، لقد أثبت الكوثري من خلال هذا الأمر أنه فقيه كبير، وأنه قامة بين القامات، وأنه شخصيّة عظيمة تستطيع الإجابة بإقناعٍ على إمامٍ كابن أبي شيبة شيخ البُخاري.

لا يُمكن لإنسانٍ أن يخرج علينا بكلامٍ ضدّ عالمٍ كبير كهذا، وإن فعل فانتقدَه فهذا دليل على حجم هذا العالم الكبير، وهذا أيضا أمر مُهمّ.

إنّه عالم حديث عظيم جدّاً، علم الحديث في التّصوّف مهمٌّ جداً، لذلك فإن البناء الأساسي لطريقنا ولمدرستنا الصوفيّة التي تعود إلى شيخنا الكُمُشخانوي والتي ينتسب إليها الكوثري أيضاً مفادُه التمسّك بالشريعة، والسّير في طريق السّنة السَّنِيّة، إنه وصف مهمّ جدّاً، هذا الأمر مدار افتخار تكيّتنا؛ لأن السّير على خُطَا السّنّة الشريفة، وطريق سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم أمر مُهمٌّ جدّاً.

الكوثري من جهةٍ من منتسبي تكيّتنا الكُمُشخانويّة ودراويشها، ساهم في تأكيد تعلُّقنا بالسّنّة بوصفه عالماً سائراً في طريق سيّدنا الكُمُشخانوي، ولأنه مُتمكِّن من علم الحديث، ومن جهة أخرى هو متصوّف بالرغم من ارتباطه بعلم الحديث الذي يُعتبر أحد مصادر الإسلام الأساسية، وهذا الأمر يُدخل السّرور إلى قلوبنا، ويسلّط الضوء على هذه المسائل.

إذَنْ فالتصوُّفُ هو نظرةٌ ناتجةٌ عن تطبيق سُنّة النبي صلى الله عليه وسلم، وليس طريقاً مزاجيّاً منفصلاً بذاته، ما دام التصوّف سائراً في طريق السّنة المُطهّرة فهو تصوّف حقيقيّ، والكوثريّ قدّم نموذجاً حيّاً عن ذلك.

الكوثريّ مُفسّر حقيقيّ، ومؤرّخ، ومؤرّخ ثقافةٍ، اهتمّ بكثير من المسائل في ثقافتنا، يقول عنه أحد الكُتّاب في مجلّة "الإخاء العربيّة": (إنه يحبّ قومه، وإنّه كان قوميّاً).

أنا أريد هنا أن أدافع عنه، وأسانده، من الجيّد أنه كان يتحلّى بهذه المشاعر؛ لأن قوميّته ليست عرقيّة، خدمةُ الإنسان لقومه، ومعرفته بأصله ونسبهِ فضيلةٌ، «حبُّ الوطنِ من الإيمان»([3])، هذا القول ليس عنصر تفرقة، ليس معناه أن يقول: أنا من هذه القوميّة، وأخونا الآخر من الشركس... .

أنا أرى أنه يجب أن لا يُنظر إلى هذه القضيّة على أنها قوميّة سلبيّة، لذلك أُقدّر كثيراً أعمال الكوثري هذه، كما أقدّر عدم نسيانه للقوقاز.

أنا ألوم قومنا، وأقول: (بعد أن رُسمت حدودنا في أدرنه Edirne، وقَرص Kars، وأردَخان Ardahan، لماذا نسينا القوقاز؟ لماذا نسينا البلقان؟)، وأستاءُ ممَّن يفعلون ذلك؛ لأن حدودنا لا تنتهي في أدرنه وقَرص وأردخان، في يوم ما كانت كلُّ الدّيار التي يعلُو فيها صوت الأذان، ويسودُ فيها الإسلامُ دياراً لنا، لم ننسَ ذلك، ومُقصّرٌ مَن ينسى.

فالتّذكّر وفاء المُتذكّرين وإخلاصهم، وهو أمر يستحق التصفيق له، ومن هذا المنطلق أكرِّر دُعائي لزاهد الكوثري؛ لأنه لم ينسَ قومه، وأبدى حُبّه لهم.

نحن في هذا المؤتمر أحيينا ذكرى عالم كبير من علماء دوزجه، "عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة"([4])، فأسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة.

لقد سعَينا إلى التأكيد على هذا الموضوع، وإبلاغه لأهل دوزجه، فقمنا بعمل خيّرٍ ذي ثواب، وأعتقد أن مسؤوليّة كبيرة ستقع على عاتق البلديّة هنا، من داخل الأمة التي تحفظ القدْر والقيمة يخرج كثير من الناس الذين يُحفظ قدرهم، وتُحفظ قيمتهم، معرفة القدْر والقيمة أمر ضروري.

من بين الخدمات التي يجب تقديمها لدوزجه خدماتٌ يستوجب تقديمها لقرية الشيخ زاهد الكوثري، حيثُ إنَّ المدرسة الدينيَّة التي كانت بجانب المسجد هناك هُدِّمت، لقد عُودِيت المدارس الدينية كثيراً في تركيا، ومع الأسف كثيراً ما قُدِّر ذلك، وصُفّق له وكأنّه أمرٌ هيّن، أُفرغت المدارس الدينية من رُوّادها، وتُرِكت لخراب الدّهر، وسوَّت الجرّافاتُ المقابرَ بالأرض، وأُقيمت في أماكنها مدارس، وساحات رياضية، عارٌ على مَن لم يحمِ هذه المُنشآت، وعارٌ على مَن هدّمها، مَن لم يحمِها مُذنب، ومَن هدّمها مذنبٌ مرّتين، عارٌ على مَن يحمل سلاحاً ليمنع ثوراً غريباً من الدخول إلى أرضه، ولا يحمي ثقافته.

تلك المدرسة يجب أن يُعاد بناؤها وفتحها باسم "مدرسة زاهد الكوثري"، ذلك المسجد لا يكفي، فالمسجد وحده ليس دار عبادة مكتملة، ومسجد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن مكاناً للصلاة فقط، كان مكان علمٍ لأصحاب الصفّة، وكان مكان عبادة، لذلك فإن ذلك الجامع غير مكتمل، ناقص، وإتمامه دَينٌ في رقاب أهل دوزجه.

حسب رأيي يتعيَّن على بلديّة دوزجه أن تقوم بالأمور التالية:

1 - تسمية جادّة رئيسية باسم زاهد الكوثري كما فعلت بلديّة إسطنبول عندما أبدت تقديراً لمحمد زاهد كوتكو، وسمَّت جادّة "صاري غوزل" باسمه؛ لأن محمد زاهد كوتكو أيضاً شخصيّة عالمية، سيُسجّل التاريخ اسمها.

2 - يجب إنشاء كُلّيّة، وتأسيس مكتبة تحتوي على مؤلّفات زاهد الكوثري إلى جانب مؤلّفات دينيّة أخرى.

3 - كما يجب نشر مؤلّفاته؛ لأن قراءة كُتُبه دَينٌ في رقاب قومنا.

4 - يجب إبداء الاحترام لذكراه، أنار الله قبره، وطمأن روحه.

تقريظ:

إن من بين أهمّ أهدافنا ومساعينا تعريفَ شعبنا والعالمِ كلِّه بشخصيّات تركيا، وعالمنا الإسلامي، وتاريخنا العلمي العرفاني، وبمحصولها العلميّ العظيم.

في هذا السياق أذكر أنه قبل بضع سنوات تمّ تنظيم مؤتمر حول أحمد ضياء الدين الكُمُشخانوي في مدينة كُمُشخانه، رأينا حينها تقديراً واهتمامًا عظيمين، أهلُ تلك المدينة تأثروا كثيراً، وتحمّسوا، وشعروا بالرّضى عندما علِموا بأنّ من بين أبنائهم الذين تربَّوا بينهم عالماً جديراً بالاحترام، يُذكر اسمه في كُتب المصادر، معروف عند علماء المسلمين، وصاحب شهرة عالمية.

هذه المرّة نظّمنا مؤتمراً حول عالم كبير نشأ في دوزجه، هو محمد زاهد الكوثري أحد خُلفاء التّكيّة الكُمُشخانويّة، لقد تأثر أهل دوزجه كثيراً، وأحسّوا بالرّضى والسّرور بعدما تعرّفوا عن قرب على هذه الشخصيّة المُميّزة التي خرجت من عندهم، والتي صحّحت بمقالاتها كثيراً من الأخطاء، وتركت كثيراً من المؤلّفات المُهمّة، وخَرَّجَت في الماضي القريب عُلماءَ كباراً في الداخل والخارج، لكلٍّ منهم قيمته العلميّة المتفرّدة، وعزموا على أن يكونوا أكثرَ تقديراً لأهل القدر من هنا فصاعداً.

إن هذا المؤتمر الذي أعددناه في دوزجه لإحياء ذكرى عظيمِنَا العزيز الذي عرفه أهل العلم، وأُلِّفت حوله الرسائل الجامعية، لهو مؤتمر ذو نفع وفائدة كبيرة، لذلك كنَّا قد فكّرنا في جمع مداخلاته في شكل كتاب، وعرضها لشعبنا، ونحن الآن سعداء جداً؛ لأنّنا حقّقنا ذلك.

أُبارك من صميم قلبي جميع جهود كلّ من قدّم خدمة وجهداً، وأبدى همّة في نشر هذا الكتاب، شكر الله سعيكم.

كما أشكر من صميم قلبي أصحاب المُداخلات والكلمات التي احتواها هذا الكتاب، وأقدّم لهم خالص أدعيتي وتمنّياتي.

أسأل الله جلّ في عُلاه أن يوفّق وقف العلم والثقافة والفن الذي نظّم هذا المؤتمر وجمعيّتنا للثقافة بدُوزْجه إلى القيام أكثر بالخدمات الخيريّة العلميّة الإسلاميّة وأنفعها.

المصادر:

ـ * تقريظ لكتاب "محمد زاهد الكوثري: حياته، وتأثيرات مؤلّفاته" الذي يتألف من المداخلات.

ـ كلمات الافتتاح والختام لمؤتمر محمد زاهد الكوثري الذي نُظّم في دوزجه بتاريخ 9 - 10 كانون الأول من سنة 1995 م.


* Tarihî ve Tasavvufî Şahsiyetler شخصيات تاريخية وصوفية: İstanbul: Server İletişim 2015 الطبعة 4 ، ص345-357.

([1]) هذه الانتقادات ذُكرت تحت عنوان "هذا ما خالف به أبو حنيفة الأثرَ الذي جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم". انظر: "مصنف ابن أبي شيبة" (7: 277- 325) (36049 - 36534).

([2]) انظر: "النّكت الطريفة في التّحدّث عن ردود ابن أبي شيبة على أبي حنيفة"، للكوثري، القاهرة، 1365هـ.

([3]) هذه العبارة الجميلة "حبّ الوطن من الإيمان" لا يُعرف قائلها. انظر: "كشف الخفاء" للعجلوني (1102).

([4]) هذا القول يُنسب إلى محمد بن نصر الحارثي، وسفيان بن عُيينة. انظر: "الزّهد" للإمام أحمد بن حنبل (ص 326)، و"حلية الأولياء" لأبي نعيم (7: 285)، و"كشف الخفاء" للعجلوني (1772).

مقالة “محمد زاهد الكوثري” Prof. Dr. M. Es'ad Coşan