البروفيسور الدكتور محمود أسعد جوشان (رحمه الله)
1. الدراسة المثمرة:
نستطيع أن نلخص غايتنا (بأننا نريد أن نكون أشخاصاً مثقفين ثقافة واسعة أصيلة, أصحاب أدب وتربية عالية , نافعين لمجتمعنا, وأن نحسن التكلم بشكل جيد). لكن للوصول إلى هذه الغاية شروط مسبقة لابد من تحقيقها. فإذا حققنا هذه الشروط وتحركنا وفق معلومات ومبادئ معينة بإمكاننا الحصول على نتائج إيجابية, فمثلاً وقبل كل شيء يجب علينا أن نتعود على الدراسة المنتظمة المثمرة وأن نستخدم ذاكرتنا بشكل جيد وأن نطور مهارة الاستنتاج والتركيز, كما يجب أن نكثر القراءة ونحسن الإصغاء وأن نجيد كتابة الملاحظات وأن نمارس نشاطات الكتابة والإلقاء. ولهذا نريد أن نقف أولا على هذه الأنشطة الأساسية والمواضيع التي ذكرناها ثم سنقدم معلومات ضرورية ومهمة عن أساليبها.
يجب على كل شخص في المجتمع أن يحاول أداء وظيفته على أكمل وجه, فهذا هو الطريق الوحيد النافع لنهضة الأمة , وفي هذا السياق فالواجب على الطلاب السعي للنجاح ومتابعة دروسهم على أكمل وجه بالإضافة إلى الاجتهاد في التعلم ليكونوا على قدر عال من الكفاءة وتحمل المسؤولية, فهذه أمانة في عنق كل شخص رداً لجميل الوطن والأمة. لكن بعض الطلاب لم يعتد على نظام في الدراسة ولم يتبناها بإخلاص كما يجب, هذا بالإضافة إلى وجود بعض العقبات في طريق الدراسة عند الطلاب .
فالعقبة الأولى والعدو الأهم في طريق النجاح والدراسة هو الكسل, ومصدره نفسنا بذاتها لا غير, فالكسل ليس بالعدو الذي يخرج مقابل الإنسان ويقاتله بشجاعة, بل هو كالمخلوقات الموجودة في القصص الخيالية ينتقل من شكل لآخر في ألف حالة وحالة ويعمل بخبث شديد وهنا تكمن خطورته الكبيرة. فإن كان الكسل ناشئاً عن مشكلة صحية فعلاجه عند الأطباء, أما إن كان خمولاً وكسلاً واستهتاراً وطيشاً فيجب أن نقف عنده وقفة مهمة.
أما العقبة الثانية والعدو الآخر للنجاح والدراسة فهو صديق السوء, وهذا عائق خبيث متنكر, يكلمك بكلام الصديق الوفي ويظهر أنه يسعى في حمايتك ومساعدتك, وبمصاحبته والاستماع إليه يبدأ تسرب الكسل إلينا حتى يستقر بداخلنا ويصير عادة مألوفة, فأسوأ الأصدقاء هو الذي ينزعج من المجتهد وتقدمه, وعادة ما يكون انتقامه منه بتحقير نجاحه والاستهزاء به, ويمكننا أن نعد الكتب التي تعطي فلسفة كهذه – تحقير نجاح المجتهد والاستهزاء به- ضمن أصدقاء السوء.
هناك عقبات أخرى في طريق النجاح والدراسة, نذكرها باختصار: كثرة اللهو, فساد نظام التربية والتعليم, الأستاذ السيء, عدم مكافأة المجتهد, الكسب من جهة غير مشروعة كالسرقة والرشوة.., عدم ترقية المجتهدين والمخلصين في مناصبهم... وما شابه ذلك.
أ. الإرادة الأخلاقية:
في الغالب يتم اجتياز كافة العقبات الموجودة في طريق النجاح والدراسة بالإرادة القوية, فالإنسان لا يرتقي بذكائه ومعرفته بل بإرادته, فالعظماء هم أصحاب الإرادة القوية, ويجب علينا في كل يوم أن نبذل جهداً أكثر في سبيل الوصول إلى غايتنا بدون وهن أو تعب, فبالاجتهاد المستمر والمنتظم نستطيع مع الوقت تحقيق إنجازات كبيرة. فالواجب على المدارس أن يتجهوا نحو هذه التربية الذهنية الكبيرة بقدر تعليمهم العلم والمعرفة, لكن يجب عدم التفكير باستخدام الإرادة كقوة عمياء, بل يجب ضبطها وتوجيهها نحو القيم والمثل الشخصية والدينية والوطنية ونحو الأخلاق والفضيلة , وهذا ما نطلق عليه الإرادة الأخلاقية.
ب. شروط الدراسة والمذاكرة:
للدراسة والمذاكرة أربعة شروط: بدني, حسي, خارجي, عقلي.
1. الشرط البدني: يعني الصحة والسلامة, فوجود ألم في أي عضو من الأعضاء أو مرض أو حالة غير طبيعية يعيق الدراسة والمذاكرة, فالراحة مهمة جدا لهذا ومن هذه الناحية يجب على الطالب أن لا يُكره نفسه على الدراسة والمذاكرة في حالة التعب الشديد, أضف إلى ذلك أن عليه الاهتمام بصحته وعدم اهمالها في حالة المرض والمسارعة بالتداوي وأخذ العلاج.
2. شرط الدراسة الحسي: هو حب الدراسة والمذاكرة وممارستها برغبة داخلية وحرص, فالسعادة والنجاح في نهاية الأمر هو نوع من أنواع المكافأة على الدراسة والاجتهاد. فعندما نُجبَر على فعل أمر من الأمور يجب علينا فعله برغبة وحب وكأنه نوع من أنواع الرياضة لا على أنه عمل بدون مقابل .
3. الشرط الخارجي: هو أن يكون المكان والوضع الذي نحن فيه مناسباً, فليس من المناسب الدراسة في مكان في ازدحام أو ضوضاء وإضاءته ليست كافية, مع هذا فالاعتناء كثيراً بهذه الشروط الخارجية قد لا يكون صحيحاً دائماً لأن هذه الشروط المثالية قد لا تتوفر تتوفر دائماً عند الكل الجميع.
4. أما الشرط العقلي: فهو معرفة منهجية الدراسة, يعني ربط الدراسة بنظام معين, فالدراسة غير المنهجية وغير المرتبطة بنظام معين تسبب مشقة كبيرة وإهداراُ للوقت بالإضافة إلى كونها غير مثمرة وتسبب الملل والسآمة للإنسان. يقول ديكارت: التباين في التقدم والتخلف بين الناس ليس ناشئاً عن الاختلاف في درجات الذكاء والمنطق والعقل كما يظنه البعض, بل هو ناتج عن عملهم واجتهادهم بشكل منهجي ومنتظم أو عدمه. فمئات المتخصصين في العديد من الدول مهتمون بطريقة الدراسة الأكثر إثماراً ويعملون على كتابة مختلف الكتب في هذا الموضوع ونشرها. فالمبدأ الأساسي في موضوع الدراسة والنجاح ليس إنهاء ذلك العمل فحسب, بل تحصيل أكبر نتيجة ممكنة بأقل جهد في نفس الوقت.
د. منهجية الدراسة:
تختلف الدراسات العليا عن الدراسة المتوسطة, فهنا لا يوجد من يخبركم كيف ومتى يجب عليكم أن تدرسوا, فعلى الطالب أن يخط طريقه وينظم أموره بنفسه. يجب أن تكون الدراسة في مرحلة الدراسات العليا منتظم كأي عمل أو كساعات العمل الإضافية المعينة في الوظيفة. ومن المناسب أن نضع أولاً خطة أسبوعية للدراسة. ارسموا جدولاً واكتبوا فيه الساعات والأيام ثم سجلوا في الجدول كل ما تفعلون على مدار الساعة من الصباح إلى وقت النوم مساءً مدة أسبوع, ثم بعد أسبوع حددوا ساعات النوم والأكل وأعمال الصف والمختبر والأعمال الضرورية وأوقات الاستراحة, ثم سجلوا في الأوقات الفارغة المواضيع التي تريدون دراستها. فالدراسة هكذا ضمن ساعات
معينة وخطة زمنية تعطينا متعة في الدراسة وقوة في الإرادة. فالدراسة المنتظمة المستمرة ولو كانت قليلة تعطي نتائج مثمرة جيدة, وقد كتب ابن سينا كتابه المشهور (الشفاء) بتخصيص ساعتين يومياً للكتابة فقط.
و. القواعد الذهبية للنجاح والدراسة:
1. لا تنتظر الإلهام واليوم والساعة المناسبة للدراسة واعلم أن كل يوم وكل ساعة هو أنسب وقت للدراسة, لا تبحث عن المكان والزاوية المناسبة للدراسة واعلم أن كل مكان وزواية مناسبة للدراسة.
2. لا تؤجل عمل أو درس أو وظيفة اليوم إلى الغد, فلكل يوم عمله الخاص به كما أن لكل يوم عناءه.
3. لا تنشغل بأكثر من شيء في الوقت الواحد, اشتغل بدرس واحد أو كتاب واحد أو حتى فصل واحد فقط حتى لا يتشتت انتباهك ويضعف تركيزك.
4. لا تنتقل من العمل الذي بدأت به إلى غيره قبل إتمامه سواء كان درساً أو كتاباً أو وظيفة أو أي عمل, فالعمل الذي تتركه في منتصفه قبل إتمامه كأنك لم تبدأ به.
5. خطط لغد بعد انتهاء عمل اليوم.
6. عندما تجلس للدراسة اجعل كل تركيزك وانتباهك فيها , كالجندي الذي يقف في الجبهة الأمامية يترصد حركات العدو.
7. عندما تواجهك مشكلة في عملك أو دراستك فلا تتقدم خطوة واحدة قبل التغلب عليها واعلم أن الملل والسآمة هو من الكسل الخفي, واعلم أيضاً أن حب الدراسة يأتي ويقوى من التغلب على المشاكل والصعاب, فالمتعة الناتجة عن التغلب على الصعاب لا مثيل لها أبداً.
8. الصعوبة التي تواجهها في عملك قسمها أقساماً عديدة ثم اعمل على التغلب عليها واحدة تلو الأخرى.
9. ادرس بانتظام واستمرار, ولا تقطع الدراسة بفواصل واستراحات طويلة حتى لا يفسد نظام دراستك.
10. إذا تعبت بعملك في أمر من الأمور فغير ذلك الأمر بهدف الاستراحة أو اعمل بسرعة أقل, ولكن إياك أن تجلس فارغاً بحجة الاستراحة.
11. في الدراسة المثمرة إياك أن تحسب الوقت الذي قضيته في الدراسة ثم تقول (يكفي فقد درست كذا ساعة) بل انظر إلى نتيجة الدراسة وإلى الذي تعلمته.
12. فكر كثيراً واعلم أن الدراسة ليست عبارة عن الحركة أو القراءة أو الكتابة.
13. إذا بدأت بعمل أو بدراسة درس لا ترتبك وتفقد الصبر, بل اسلك طريقك بتأنٍّ ورُويَ وتعلم واعمل بجد ونشاط.
14. عندما تستلقي للنوم ليلاً فلا تنم قبل أن تفكر في ما فعلته اليوم وفي النتائج التي حصلت عليها واسأل نفسك عما ستفعله في الغد.
15. لا تتخذ قراراً في أمر من الأمور عندما تكون غاضباً بل انتظر حتى يهدأ غضبك.
16. إذا أصابك التردد في أمر من الأمور في فعله أو عدم فعله فانظر جيداً في منافع وأضرار الفعل وعدمه واختر ذا النفع الكثير والضرر القليل.
17. كن ثابتاً ومداوماً, فقطرة بعد قطرة تصبح بحيرة, والقطرة التي تسقط بثبات في نقطة واحدة تثقب الحجر.
18. حاول الاستفادة من تجارب الكبار, ولا تحاول تجربة أمر مجرب بأنه لا ينفع لكي لا تندم.
19. فكر في عملك جيداً فالندم في النهاية لا ينفع.
20. إذا أصابك التردد في اختيار طريقك في الحياة فاختر الأشخاص الذين ستسألهم عن فكرهم ورأيهم في هذا الموضوع جيداً.
21. لا تغتر بنجاحك واعلم أن الغرور هو أكبر عدو لنجاحك في المستقبل.
2. تقوية الذاكرة:
الذاكرة توفر الآلة الضرورية للفكر وتحفظه, ونحن مجبرون على استخدام هذه الموهبة كثيراً في كل تفاصيل حياتنا. فقد أظهرت التجارب النفسية بأن قوة الذاكرة مهارة قابلة للتطور أو التراجع, فهي كعضلة تقوى وتنمو بالاستخدام. لهذا السبب احرصوا على اقتناء دفتر تأخذونه معكم حيث ذهبتم لتسجيل الأقوال والأشعار والنصوص التي تعجبكم ثم حاولوا حفظها.
وأحب أن أقدم لكم بعض المبادئ والنصائح لتقوية الذاكرة وحفظ المعلومات في الذهن:
1. الموضوع الذي تريدون تذكره تأكدوا من أنكم قد فهمتموه بشكل جيد. ففهم ماهية الأمر ومعرفة المبدأ الذي يعتمد عليه يساعد على تذكره.
2. اقرؤوا الدرس بهدف التذكر, فقد أظهرت التجارب بأن الذاكرة تضعف عندما لا نقرأ أو نتعلم بهدف التذكر. (البروفيسور شارد الذهن ليس عند خروجه من الصف, بل عند دخوله وعندما كان عقله مشغولا بشيء آخر نسي أنه وضع مظلته بجانب الطاولة).
3. حاولوا ترتيب النصوص التي تريدون حفظها ضمن مجموعات.
4. عندما تكون الصفحة كبيرة ولتذكر المقاطع الموجودة فيها حاولوا العثور على العبارات والكلمات المفتاحية التي يمكن أن تمثل معنى ذلك المقطع.
5. في أثناء تعلمكم حاولوا استخدام حواسكم المختلفة بالقدر الذي تستطيعون, فالموضوع الذي تتعلمونه من خلال النظر والقراءة بصوت مرتفع, أو من خلال التفكير والكتابة يكون تذكره أسهل من الموضوع الذي استخدمتم في تعلمه حاسة واحدة.
6. حاولوا معرفة نوع ذاكرتكم, وحاولوا استخدامها والاعتماد عليها خلال تعلمكم, فأنواع الذاكرة مختلفة: فالبعض تكون ذاكرة العين لديه أكثر قوة والبعض تكون ذاكرة الأذن لديه أكثر قوة.
7. حاولوا تقسيم النصوص الكبيرة التي ستحفظونها إلى أقسام صغيرة معقولة ثم احفظوها.
8. حاولوا أن تكون مدة الدراسة قصيرة, فالأفضل والأنفع أن تدرسوا نصف ساعة بتركيز وانتباه ثم تستريحوا قليلاً خير من أن تدرسوا ساعة كاملة بشكل سطحي وبدون تركيز.
9. عند تعلمكم لغة جديدة أو عند حفظ التواريخ أو المصطلحات الهندسية أو المعادلات الكيمائية استخدموا بطاقات الحفظ واكتبوا على أحد وجهيها بصيغة واضحة لكي تحفظوها بشكل أفضل.
3. تطوير ملكة الاستنتاج:
التفكير والاستنتاج من القواعد الأساسية للكتابة الجيدة والإلقاء المتميز بشكل خاص والنجاح بشكل عام. وكثير من الأشخاص يستخدم هذه الموهبة بشكل عشوائي, فبعض الناس لديهم فكر عظيم جليل, وبعض الناس لديهم فكر لا يساوي عشر ليرات كما نقول, والمقصود من هذا الفكر السقيم غير المنطقي الذي ليس له أي فائدة أو قيمة, أحياناً نقصد بكلمة التفكير تخيل الأشياء فقط, لكن التفكير الذي نراه شرطاً من شروط النجاح: هو التفكير مع التأمل, فهو ليس ترتيب الأفكار بشكل بسيط فقط, بل هو ترابط الأفكار وتتابعها بشكل منتظم. وهذه الموهبة تتطور وتتشكل خلال فترة التحصيل وتنتظم من خلال علوم الرياضيات والمنطق. على الرغم من هذا نرى اختلال هذه الموهبة عند كثير من الأشخاص المتعلمين والمثقفين. إذاً فالواجب علينا عدم إهمال هذا الموضوع, والاجتهاد للنجاح في إنقاذ أنفسنا وحمايتها من اختلال هذه الموهبة.
من أكثر الأخطاء التي نلاحظها في الاستنتاج: التعميم الجزافي, بالإضافة إلى القياس الفاسد بين أمرين متشابهين وهذا يعني قياس أمر على أمر وتجاهل احتمالات أخرى صحيحة ثم اجبار الشخص على اختيار أحد هذين الأمرين فقط.
أما الخطأ الثالث فهو قياس شيء على شيء مع الاختلاف التام بينهما ومحاولة الاستنتاج من هذا الأساس الخاطئ. كثير من الأشخاص يبالغون في ادعاء الأحكام والنتائج, فالبعض يزور الأحداث والأدلة ويدلسها لإثبات صحة مقالته, والبعض يخاطب الشعور بخطاب غير منطقي ليحصل على النتيجة التي يريد, فيبالغ بمدح من يحب, ويبالغ بذم من يكره, ويطلق التسميات السيئة على الفكرة أو الشخص الذي يعارضه, وعندما يسأل سؤالاً يجيب عليه بوجه آخر أو يجيب وكأنه لم يفهمه.
لحل المشاكل التي تواجهنا في حياتنا المهنية والعلمية يجب أن نتعلم كيفية التفكير الإبداعي والإنتاجي بالإضافة إلى أنه يجب أن نتبع طريقة منطقية في الاستنتاج وأن نتناول الأمور بشكل موضوعي بما في ذلك الأمور الشخصية التي تخصنا.
ويمكننا اتباع هذه المراحل المنطقية في حل مشكلة ما:
1.فهم الأمر أو المشكلة بشكل جيد وصحيح .
2. التحقيق والبحث جيداً عن الموضوع بالإضافة إلى جمع المعلومات الضرورية عنه.
3. تسجيل الحلول المحتملة المختلفة.
4. القيام بعملية تصور ذهنية للحلول الممكنة وتخيل تحققها.
5. اختيار الحل الأفضل والأقل ضرراً من هذه الحلول.
6. تطبيق الحل النهائي.
4.التركيز:
التركيز واستجماع الفكر هو موهبة القيادة والإرشاد, وهذه الموهبة يمكن تطويرها وتنميتها, ويكمن سبب عدم استجماعنا للفكر هو إما أننا غير معتادين على ذلك وإما أن ذهننا مشغول بمشكلة أخرى. فالسبب الأول يحتاج إلى عمل وجهد طويل ومنتظم لإزالته . وأما بالنسبة للسبب الثاني فيجب تحديد سبب شرود الذهن ثم علاج الأمر الذي يشغل بالكم وإزالته, فمثلاً إذا كان الشاغل مكالمة هاتفية أو شيئاً تريدون شراءه فالحل الأفضل هو قضاء هذا الأمر إن أمكن, أما إن كان الشاغل لذهنكم فكرة أو مشكلة فسجلوها في دفتر الملاحظات لتذكرها في ما بعد وبهذه الصورة تكونون قد تخلصتم من الأمر الذي يزعجكم.
ويمكن تلافي المشكلات النفسية إن وجدت بمحاسبة النفس بطريقة منطقية.
وهناك طريقة أخرى لتقوية التركيز وهي تطوير بعض عادات الدراسة فمثلاً:
1. طوروا عادة الدراسة في الأماكن المحددة, فالمكان الذي تدرسون به لا تجعلوه مكاناً للهو والاستراحة.
2. ادرسوا في المكان الذي ينعدم فيه اللهو والضوضاء, فإنهما إن لم يعيقا دراستكم تماماً فهما يحيجانكم لبذل جهد أكبر في التركيز.
3. لا تضعوا على طاولتكم إلا الأشياء التي تتعلق بدراستكم.
4. ابتعدوا عن الكراسي المريحة جداً والغرف الدافئة جداً فإنهما يشعران بالاسترخاء.
5. حددوا هدفاً واضحاً وحاولوا إنهاءه.
6. رتبوا أموركم بأن تكون متتالية لكي تتجنبوا اختلاطها في أذهانكم.
7. ابدؤوا الدراسة مباشرة ولا تنتظروا الإلهام.
8. افعلوا مسابقة مع أنفسكم.
9. افعلوا شيئاً واحداً فقط في كل مرة, فمثلاً ل تحاولوا تذكر الدرس السابق أثناء قراءة الدرس الذي بعده.
5.فن الاصغاء:
تدفعنا مناسبات أعمالنا اليومية و حياتنا الاجتماعية ودراستنا إلى استخدام مهارة الإصغاء وتحسينها بشكل مستمر.
و حتى تكون مستمعا جيداً يجب أن تعرف فن الإصغاء وهذا مهم جداً للنجاح.
الإصغاء جزء لا يتجزأ من فعاليات الإلقاء والكتابة. في حديثنا أو كتابتنا نحن ننقل أحاسيسنا وأفكارنا للآخرين , أما بالنسبة للإصغاء فالأمر بالعكس, يعني أن نكون آخذين لا معطين. فالأشخاص الذين يجيدون الإلقاء هم الأشخاص الذين يجيدون الإصغاء بدقة . كما أن الإصغاء للمتكلم أمامنا وحسن الاستماع له من أساسيات الأدب التي لا غنى عنها.
هل السماع هو الإصغاء؟ بالتأكيد لا . فالسماع هو أن تضرب موجات الصوت الأذن, أما الإصغاء فهو فهم المسموع وحفظه. فأحياناً لا نستطيع تذكر ما سمعنا لأننا ما أصغينا.
و لزيادة الفائدة في الإصغاء يجب علينا الاستعداد ذهناً وبدناً. كما يجب علينا أن نترك كل المشاغل جانباً ونجلس بمكان مريح وقريب من المتكلم مع إمساك قلم لأخذ الملاحظات.
يجب ادراك كلام الخطيب منذ البداية. فأحياناً إذا فاتتنا الكلمة الافتتاحية لن نفهم سلسلة المتكلم المنطقية.
أما الاستعداد الذهني للإصغاء فيكون بمحاولة تخمين كلام الذي سيقوله المتكلم مع تذكر معلوماتنا الشخصية , كما أن التفكير بما سيقال وكأننا نحن من سيتكلم مفيد جداً. فمتقن الإصغاء يجهز مادة الموضوع ويبحث عنها من قبل إن أمكن.
أثناء الحديث يجب التصرف كما يلي:
1.عندما يريد الخطيب الوقوف باهتمام على نقطة ما فإنه يلجأ إلى ضرب المثال. و أنتم في هذه الأثناء حاولوا إيجاد أمثلة للوصول إلى فهم الموضوع بوضوح مستعينين بتجربتكم الشخصية.
2. إذا لم تتقبلوا فكرة المتحدث فلا تنشغلوا بشيء آخر واحرصوا على أن لا يفوتكم شيء من كلامه , فالغاية الأساسية أثناء الاستماع هي فهم كلام المتحدث, أما النقد فلا يكون إلا بعد فهم الكلام جيداً.
3.لا تكونوا أسرى عواطفكم . فإن من عقبات الإصغاء النفور من المتكلم وما شابه ذلك... , إن لم تعجبكم ألبسة المتحدث أو وجهه أو حركاته أو غير ذلك فابذلوا جهدكم في عدم الالتفات لهذه الأشياء وحاولوا التركيز على الموضوع ولا تأبهوا لحركاته ومظهره.
4.كرروا أفكار المتحدث بكلماتكم.
5.ضعوا موضوع الحديث نصب أعينكم.
6.حاولوا فهم أفكار المتحدث وفق أصول الفهم.
7. اغتنموا سرعة محاكمتكم كمستمعين.
من الطبيعي أن يكون المفكر أسرع من المتحدث . وقد تسبب هذه السرعة إذا زادت تشتيتاً للذهن. و لتجنب هذا التشتت يمكن :
ا. أن نكرر ما نسمعه ونلخصه ثم نصوغه بكلماتنا,
ب. أن نخمن ما يمكن أن يقوله المتحدث .
8. دونوا كلام المتحدث كملاحظات, فقد ثبت أن من يدون الملاحظات أثناء سماعه للمتكلم أفضل إصغاء وأحسن فهماً للموضوع من الذي لا يدون. إذاً فعلينا الاعتياد على تدوين الملاحظات في المؤتمرات والمحاضرات كما هو الحال في الدروس.
9. باستثناء بعض الحالات الخاصة لا تحاولوا التحدث مع من بجانبكم. هذا النوع من التصرف يزعج المتحدث بقدر ما يزعج الذين بجانبكم كما أنه تصرف غير لائق تماماً.
6. تقنية أخذ الملاحظات:
يمكننا تثبيت ما نريد تذكره في حياتنا اليومية أو في حياتنا المهنية أو أثناء دراستنا بتدوينه, ويمكن أن نبحث هذا في ثلاث مراحل:
أ. أخذ الملاحظة:
نأخذ الملاحظات بشكل أكثر في حياتنا وأعمالنا اليومية . فمثلا ندون في ورقة ما سنفعله من أمر هام في ذلك اليوم, وإذا أوكلت لنا مهمة أو تعرفنا على شخص جديد وأردنا حفظ اسمه أو عنوانه أو رقم هاتفه ندون ذلك في مكان محدد.
أما بالنسبة لأخذ الملاحظات في مجال عملنا فإننا نكتب أفكاراً رئيسية باختصار عن ما شاهدناه أو شعرنا به او فكرنا به . فإذا كتبنا الأفكار التي خطرت التي في ذهننا عن أمر من الأمور فإن ذلك يساعدنا فيما بعد عند عمل ذلك الأمر, كما يجب علينا أن لا نهمل هذا لأنه يمكن ننسى بعد مدة ثم لا نستطيع تذكره عند حاجتنا إليه. فالكتّاب و الأدباء خاصة اعتمدوا على هذا في كتاباتهم.
ب. تدوين الملاحظة:
هو تدوين المحاضرات الطويلة نسبياً بأفكارها الرئيسية كالمؤتمرات وكلام شخص مهم في الراديو أو درس أحد العلماء. و هذا النوع من تدوين الملاحظات مهم جداً وخاصة في مرحلة الدراسة , وتظهر أهميته مضاعفة عند عدم عثوره الطالب على المصادر عند عدم تدوين الملاحظات أثناء الدرس. فالطلاب الذين يدونون الملاحظات أكثر نجاحاً من غيرهم, حتى أن أصدقاءهم تستفيد يستفيدون من ملاحظاتهم.
ولتدوين الملاحظات في الدرس ينصح بما يلي:
1.طالعوا الدرس من قبل إن أمكن أو ألقوا عليه نظرة.
2.اجلسوا قريباً من المتحدث حتى تفهموا جيداً ما يقول.
3.لا تكتبوا كلام الأستاذ نفسه بل باختصار وبطريقتكم الخاصة.
4.استخدموا بعض الاختصارات إن أمكن بشرط أن لا تنسوا ذلك فيما بعد.
5.لا تكتبوا ملاحظاتكم بدون انتظام أو بشكل مكدس بعضها فوق بعض.
6.إن فاتكم شيء اتركوا له فراغا و تابعوا الموضوع.
7.اتبعوا نظاما مرتبا لكتابة الأفكار الرئيسة والفرعية في ملاحظاتكم.
8.ألقوا نظرة في أقرب فرصة على ما كتبتم رتبوا و صححوا و راجعوا. و ضعوا خطا تحت الأفكار الرئيسة .
9.يفضل استعمال دفتر السلك على الدفتر العادي.
10.لا تعيدوا كتابة ملاحظاتكم مرة ثانية وعودوا أنفسكم على تدوين الملاحظات بشكل دقيق.
ج. استخراج الملاحظات:
هذا يعني تدوين بعض المعلومات التي تهمنا من المتون المكتوبة على دفتر أو بطاقات.
يوصى العمل بطريقة البطاقات لسهولة تصنيفها وترتيبها .عند العمل بالبطاقات يجب ان نكتب المعلومات التي تهمنا كل واحدة في بطاقة.
الملاحظات التي في البحث والدراسة العلمية ثلاثة أنواع:
1.الاقتباسات
2.الخلاصات
3.الملاحظات الشخصية
يجب أن يكتب على كل بطاقة نوعها ومصدر المعلومة.
فالعلماء استخدموا هذه الطريقة كثيراً عند مطالعة الكتب والمصادر في كتابة كتبهم ومقالاتهم .
7. فن القراءة:
القراءة هي شرط مهم للتقدم في مهنتنا وتوسيع ثقافتنا وللتفكير والتكلم بشكل جيد وصحيح. فكما أن التنزه في الهواء الطلق وممارسة الألعاب والرياضات البدنية مفيدة في نمو الجسم, كذلك قراءة كتاب جيد تفيد في تطوير أفكارنا وارتقاء وعينا وفهمنا.
ماهي كمية المعلومات التي يمكننا أن نحصل عليها عبر مشاهداتنا وخبراتنا الشخصية في عمرنا القصير؟ في حين أنه من خلال القراءة عدة ساعات نستطيع تحصيل وعي وفكر وتجارب مئات السنين ونستطيع إثراء فكرنا بالاستفادة من الآراء التي في تلك الكتب.
المحاضرات والأفلام وأجهزة الإسقاط الضوئي وشرح المعلم للدرس, كل هذا تأثيره يقلُّ مع الزمن, أما الكتاب فهو بجانبنا دائماً ويمكننا الرجوع إليه في كل وقت وهو مصدر متوفر بين أيدينا.
ففي هذا الزمن للتقدم في مهنة ما والتخصص فيها يجب متابعة كل ما كتب ونشر في ذلك الاختصاص. فالأفضل من الجواب عن مسألة ما هو معرفة المجلة أو الكتاب الذي فيه الجواب.
كل هذا الذي ذكرناه يبين لنا أهمية كثرة القراءة وضرورتها بالنسبة لنا. إذاً فالشخص المثقف يجب أن يكون عنده حب للقراءة والاعتياد عليها بشكل جيد. فإدمان القراءة هي أفضل العادات, كبار الأدباء قضوا نصف حياتهم في القراءة, يقول الفيلسوف مونتسكيو: ربع ساعة من القراءة لم تبق لي هماً إلا وأذهبته, ويقول الكاتب ألفونس دوديه في نصيحة لأحد أصدقاءه من كبار السن: (اقرؤوا الكتب المفيدة), بقراءة 20 أو 30 صحيفة كل يوم تتسع ثقافتنا في وقت قصير, بالإضافة إلى أن الثروة اللغوية وحسن التكلم يتم تحصيله بقراءة روائع مؤلفات أساتذة الأدب, فأفضل خطباء العصر والمعروف بحسن إلقاءه جون برايت لم يصل إلى هذا المستوى إلا بقراءة الكثير من الكتب.
لكثرة الأشياء التي ينبغي قراءتها, فاختيار المناسب هو موضوع البحث أولاً, فنحن مضطرون للتفكير في نوعية الكتب التي علينا قراءتها لأن الوقت ثمين ومحدود , والنصيحة الأولى في هذا الموضوع هو قراءة الكتاب الذي تم بذل الجهد لإخراجه والذي هو محط أنظار المختصين وموضع اهتمامهم بالإضافة إلى كونه مختصأ بالموضوع الذي اخترتموه, أما الكتب التجارية والتي أخرجت بسرعة, عديمة الجودة فلا يجب أن نلقي لها بالاً, ومقياس التفريق بين الكتاب الجيد والرديء, هو درجة اختصاص الكاتب وأهليته في ذلك الموضوع.
النقطة الثانية هي جودة الطباعة فالكتاب الذي بلا تصحيح ولا فهرسة ولا تقسيم لا ينفع القارئ وإن كان مفيداً في أصله.أحياناً عند قراءة أحد الكتب يمكن أن نشعر بالملل بسبب عمق الموضوع, في هذه الحال يجب أن نلزم أنفسنا الاستمرار, ويجب أن نتعود على الفهم حتى وإن كان الموضوع الذي لا نحب لكي نستطيع الرغبة في قراءته فيما بعد.
قال الشاعر الألماني في آخر سنوات حياته عام (1830): (تَعلمُ القراءة من أصعب الفنون فقد أعطيت ثمانين سنة من عمري لهذا الأمر, وإلى الآن لا أستطيع القول أني راضٍ عن نفسي).
وهنا سؤال مهم (هل تجب القراءة بكثرة لمختلف الكتب والأدباء أم لا؟ ). القراءة لعدة أدباء وقراءة كتاب من كل نوع علامة على التخبط وعدم الاستقرار.
فإذا أردنا التقدم في مجالنا وتوسيع ثقافتنا فالأفضل اختيار موضوع ما ثم الخوض في هذا الموضوع والتبحر به.
أ. سرعة القراءة:
بسبب كثرة الأشياء التي سنقرؤها يجب دراسة سرعة القراءة والتفكر فيها والوقوف عليها. وفيما يلي أنواع القراءة بحسب سرعتها:
1.التصفح: هذه أسرع أنواع القراءة وتستخدم للبحث عن موضوع ما في كتاب أو لمعرفة خطة الكتاب أو لإخراج الخطوط الرئيسية أو لمعرفة قيمة الكتاب ودرجة فائدته.
2.القراءة السريعة: هي القراءة بسرعة مع تجاوز بعض المقاطع في النص وتستخدم في الحالات التالية: إذا كانت التفاصيل غير مهمة, إذا أردنا تذكر موضوع نعرفه من قبل أو إذا أردنا استخراج بعض النقاط المهمة الفائتة, عند البحث عن جواب مسألة ما, ويمكن قراءة الصحف والقصص والأخبار والكتب الخفيفة بهذه السرعة.
3.القراءة العادية: هي قراءة النص كاملاً بدون تجاوز بعض المقاطع مع الفهم الكامل له, وتستخدم هذه القراءة في جمع المعلومات حول الموضوع الذي نبحث عنه, أو لكتابة ملخص لموضوع ما, فالطالب في الحالة العادية يجب أن تكون دراسته لدروسه بحيث يقرأ من 200 إلى 400 كلمة في الدقيقة.
4.القراءة البطيئة: هي الوقوف على الكلمة والعبارة والتفكر فيها, ويجب استخدام هذا النوع عند قراءة موضوع صعب عسير الفهم, وعند تقييم نص ما ونقده, وعند العمل على إيجاد حلٍّ أو إبداع فكرة في موضوع ما, وتجب القراءة بهذه السرعة في كتب الرياضيات والفلسفة والدراسات المهنية والأبحاث.
ومن اللازم زيادة القراءة, فقد أثبتت التجارب التي أجريت على عدة أشخاص أنهم استطاعوا زيادة سرعة قراءتهم في أحد المواضيع إلى ضعفين مع الدقة الكاملة, ولزيادة سرعة القراءة شروط يجب الانتباه إليها:
1. يجب عدم استخدام القراءة الجهرية, لأن من يستخدمها يبقى في مستوى القراءة الجهرية فقط, بينما القراءة السرية (بدون صوت) أسرع من القراءة الجهرية بضعفين أو ثلاثة.
2.يجب التركيز على الفقرة لا على الكلمة, فعوضاً عن التركيز على كل كلمة يجب العمل على فهم الفكرة من خلال قراءة مجموعة من الكلمات بنظرة واحدة.
3. إدراك الفكرة الرئيسية في كل مقطع.
4. يجب التركيز على فهم النص المقروء وعدم الانشغال بأي أمر آخر حتى سرعة القراءة يجب أن لا ينشغل بها.
5. لا تقف عند المكان الذي لم تفهمه ثم ترجع فتقرأه وتكرره, بل أكمل القراءة فربما تكون الجمل التالية موضحة لذلك المكان .
6. يجب محاولة القراءة بشكل أسرع وعمل مسابقة مع نفسه في القراءة.
ب.القواعد الصحيحة النافعة في القراءة:
هناك بعض المبادئ والنصائح يجب الالتزام بها عند قراءة كتاب ما للاستفادة منه بشكل أفضل وهي كالتالي:
1. لا يفضل قراءة الكتاب في حالة التعب والإرهاق, بل يجب اختيار الوقت الأنسب للقراءة بعناية, وقد يكون هذا الوقت هو ساعات الصباح بالنسبة للبعض وقد يكون ساعات المساء بالنسبة لآخرين, لكن يجب أن لا يكون بعد تناول وجبة ثقيلة فإنه غير مناسب.
2. يجب التركيز على النص المقروء, وبعد نصف ساعة على الأقل يمكن أخذ قسط من الراحة.
3. يجب إمساك قلم عند القراءة وخصوصاً إذا كان النص ليضع خطاً تحت الجمل والعبارات المهمة, فهذا كما أنه مفيد جداً في القراءة المستمرة والبحث مفيد أيضاً في عدم فوات الأفكار المهمة.
4. أثناء قراءة الكتاب يجب كتابة ملاحظاتنا على الهامش, سواء كانت اعتراضاً أو نقداً أو تقييماً أو أفكاراً جديدة فهذا يساعدنا في الاستفادة من الكتاب بشكل أكبر.
5. لو أضفنا في آخر الكتاب أو في أوله في مكان فارغ منه فهرساً خاصاً بنا لمساعدتنا في الرجوع إلى المواضيع المهمة بشكل أسهل عند بحثنا عنها.
6. تلخيصنا للكتاب وكتابة تقييم له يعصمنا من النسيان الذي يضطرنا إلى قراءة الكتاب مرة أخرى.
7. يمكننا كتابة الأقوال والمعلومات الغريبة التي في الكتاب على أوراق صغيرة خارجية, وبعد فترة من الزمن يمكننا صنع أرشيف خاص بنا وينصح بهذا لأصحاب الدراسات العلمية, ويمكن استخدام هذه الأوراق الخارجية للحفظ أيضاً.
8. يجب معرفة معنى كل كلمة جديدة في الكتاب, ويجب استعمال القاموس إذا لزم الأمر. وهكذا تكون خزينة الكلمات قد نمت وتوسعت, ويجب الانتباه إلى طريقة لفظ الكلمة وكتابتها واستعمالها في الجملة.
9. يجب عدم إهمال الجداول والرسوم البيانية والرسوم والخرائط, لأن هذا يمكن تذكره بشكل أفضل وغالباً ما يكون خلاصة الموضوع.
10. يجب الوصول إلى حكم نهائي بشأن الكتاب المقروء, يعني يجب التفكير في جواب الأسئلة التالية: هل الكاتب محايد؟ هل هو متمكن من الموضوع؟ هل المصادر موثوقة؟ هل النص ذا قيمة؟
11. لتنمية موهبة الإلقاء ينصح بقراءة النصوص الأدبية بصوتٍ عالٍ كلمة كلمة مع الاهتمام باللفظ والنبرة والمعنى, ويطلق على هذا (أسلوب الخطابة) وهو مهم جداً للتكلم في المسرح والراديو.
12. المعلومات المستفادة من الكتاب يجب تثبيتها في الذهن بشكل جيد من خلال ربطها مع معلوماتنا السابقة ومن خلال إنتاجنا لنماذج مشابهة لها ثم مناقشة تلك المعلومات مع أصدقائنا ومراجعتها وترديدها بالإضافة إلى تطبيقها في المحادثة لمن يستطيع.
د. بعض النصائح بشأن اللغة والأدب:
1. اقرأ كل يوم من 5 إلى 10 صفحات من أحد الكتب بصوت عال, فهذا يساعد على تطوير موهبة الإلقاء والخطابة.
2. احفظ بعض المقاطع الأدبية أو الفكرية أو الفلسفية الجميلة التي تصادفها فهذا يساعد على إثراء خزينة الكلمات وتقوية الذاكرة.
3. قبل كل شيء تعلم لغتك الأم جيداً كتابةً وتكلماً, فاللغة الأم هي أكثر الأشياء فائدة للإنسان, فقيمة الشخص تحت لسانه وفي كلماته وكلامه وكلماته هي التي تظهره وتبرزه, فعلم اللغة ليس غاية بل وسيلة , والأصل هو ثراء الفكر واتساعه.
4. ليكن كلامك وجيزاً واضحاً ذا معنى ولتكن كتاباتك أيضاً كذلك, تكلم بالكلام المناسب الوجيز عوضاً عن الكلام الكثير, فقيمة الكلام وتأثيره ليس في الكلام الكثير بل في الكلام المناسب المختصر.
5. امسك لسانك واعلم أن جراحات اللسان أسوأ من جراحات السنان.
6. كن لطيفاً حلو الكلام ظريف الفعال والمزاح حتى مع أقرب أصدقائك, لأن الإنسان الفظ الغليظ كالكلب العقور يضربه الناس بالحجارة.
7. لازم الصدق في قولك وفعلك, فالله سبحانه وتعالى ولي الصادقين ومعينهم.
8. لا تكن عنيداً ومدعياً بغير حق , وابحث عن الحقيقة وتمسك بها فالحقيقة مع الصادقين .
9. عندما تقرر الكتابة في موضوع ما ابحث عن ما كتب فيه من قبل واقرأه لكي لا تهدر وقتك في شيء قد كتب وتُكلم فيه.
10.اجتهد دائماً واقرأ كثيراً لأن المتعلم هو القوي.
* ديننا وثقافتناDilimiz ve Kültürümüz,.: İstanbul: Server İletişim, ، 6 2017 ص 19-36.
مقالة
“Başarının Prensipleri”
Prof. Dr. M. Es'ad Coşan (Rh.a.)