الوقوف في صفّ الحق**

يجب على المسلم أن يتحرى العدل لدرجة أنه يقول الحق ولو على نفسه. وعليه أن يقف إلى جانب الحق ولو كان على أمّه وأبيه وأقربائه. على المسلم أن لا يكون متحيّزا ولا أنانيّا ولا مُحابيا ولا متعصّبا ولا قومّيّا ولا قبليّا؛ عليه أن يكون عادلا، عادلا كما ينبغي والميزان في يده، عليه أن يكون مستقيما.

القراءة بلغة أخرى

البروفيسور محمود أسعد جوشان رحمه الله

لسيّدنا النبي صلى الله عليه وسلم حديث شريف أُذكِّرُ به دائما، يقول فيه:

زلْ مَعَ الْحَقِّ حَيْثُ زَال1

زُلْ، زال يزُلّ، أي "ذهب وزال".

زُل مع الحق حيث زال.

حيثُما كان الحقّ كُن أنت في صفّه. إذا كان الحقّ مع معارفك، فأنت في صفّه. أنت مع معارفك لأنّهم هم أيضا إلى جانب الحقّ. أمّا إذا كان الحق مع أعدائك فعليك أن تكون بجانب الحقّ أيضا. يجب أن لا تترك الحقّ لأنّهم أعداؤك، ولا أن تبقى في صفّ الباطل لأن الآخرين أحبابك.

إن الله يأمر بالوقوف في صفّ الحقّ. وسيّدنا النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بذلك. علينا أن نكون إلى جانب الحق.

وَلَوۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ أَوِ ٱلۡوَٲلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَ2

يجب على المسلم أن يتحرى العدل لدرجة أنه يقول الحق ولو على نفسه. وعليه أن يقف إلى جانب الحق ولو كان على أمّه وأبيه وأقربائه.

على المسلم أن لا يكون متحيّزا ولا أنانيّا ولا مُحابيا ولا متعصّبا ولا قومّيّا ولا قبليّا؛ عليه أن يكون عادلا، عادلا كما ينبغي والميزان في يده، عليه أن يكون مستقيما.

على الجميع أن يقف في صف الحق. فالحسابات الدنيويّة الصغيرة لا نهاية لها ولا فائدة منها ولا دوام لها. فحتّى إذا حصلت منها منفعة قليلة وعاش بها صاحبها مدّةً فإن آكل الحرام سيلقى في النهاية جزاءه. لا يرى خيرا في الدنيا ويُرمى في الآخرة في جهنم، فيصلى النار ويتعرّض لأنواع من العذاب المرعب.


*عن الصفحات 184-186 من كتاب تفسير سورة البقرة 4 للبروفيسور محمود أسعد جوشان رحمه الله، نشر سرور للنشر.  

 البخاري، التاريخ الكبير، ج 8، ص 29، رقم 2045؛ الطبراني، المعجم الكبير، ج 20، ص 322، رقم 763؛ أبو يعلى، ج 3، ص 137، رقم 1568؛ إبن حبّان، ج 13، ص 196، رقم 5882؛ الحاكم، ج 4، ص 176، رقم 7276. 

 سورة النساء، 153.

مقالة “الوقوف في صفّ الحق” البروفيسور محمود أسعد جوشان رحمه الله